يقتلنى الحلم) ماجى صلاح
=========بعد صلاة الفجر بقليل ,,بدأت رحلتى من الإسكندرية إلى القاهرة وقد كنت فى حالة من الألم و الحزن ,, رحلت بلا ميعاد أو خبر ,,قد بدا الطريق الصحراوى قبيل الشروق فارغا ,,رحت أنهب الطريق بلا تفكير أراقب قرص الشمس وهو ينسلخ من بين براثن الأرض ,,هناك على امتداد البصر,,يصعد برويه محاولا الوصول الى كبد السماء,, فكرت ماذا لو انطلقت بأقصى سرعة وأدركت قرص الشمس قبل أن يرتفع فأغوص هناك فى تلك اللجه المتوهجة فأتطهر من كل الألم والأثام أغتسل بهذ ا الوهج الاحمر من الأحزان ,,انطلقت سريعا ولم أشعر إلا والسيارة تكاد ترتفع عن الارض ,, واستفقت على صوت هاتفى ,,ورحت اهدئ سرعتى ولم أتخيل أنى قد وصلت لتك السرعة ,,وهاهى ذى الشمس قد ارتفعت الى منتصف الطريق واصبح الكون اكثر إشراقا وحرارة ,,وتوقفت جانب الطريق ونظرت لهاتفى إنها زوجتى لا بد أنها استيقظت الآن ولم تعرف أين أنا ولكنى لم أستطع الرد لم أعرف بماذا اجيب ,,قد مر على زواجنا أكثر من عام وطوال تلك الفترة وبعد انتهاء فترة شهر العسل بدأت مشكلتى بل لنقل مأساتى.
كنت استيقظ على صوتها وهى تنادى هذا الاسم الذى أبغضه بصوت مرتفع ليته يحمل بين طياته غضب او ألم ولكنه يحمل الكثير من الشوق واللهفة ولو حاولت تهدئتها او ايقاظها تتشبس بيدى تضمها بشوق وحميميه وهى تردد الاسم ثم تروح فى سبات عميق ,,ولا تتذكر أى شىء وكلما سألتها تقسم أنها لا تتذكر اى شىء ولا تعرف عنه شيئ منذ انفصالهما ,, ولم أعرف يوما السبب أكان بالتراضى او هجرها أم هى هجرته كما تدعى ,, وقد زادت فى الفترة الأخيرة الاحلام حتى أنها أصبحت شبه يومية ,, واستشرنا طبيبا ,, قال إنها ترسبات فى العقل الباطن تعبر عن حالة من الكبت اوالشوق ,,وعن عدم تذكرها ,, قال إن العقل البشرى معقد للغاية لانستطيع أن نفهم دهاليزه بسهولة ,,اما عن سبب عدم انجابنا حتى الان فأخبرتها اننا بصحه جيدا ولا يوجد موانع صحية ولكن لا نعرف السبب ,,ونصحنا ان نذهب لرحلة استجمام ,,وقد كان,, فى اول 3 ايام لم يحدث شىء ولكن فى اخر يومان عادت نفس الحالة لم اعد احتمل وخاصه انى عرفت بالصدفة انه قد عاد من الخارج بعد غياب 4 سنوات منذ شهور فهل عرفت ؟؟ وهل هذا هو سبب ارتفاع وتيرة الاحلام؟؟ لم اعد احتمل يجب أن أعرف الحقيقة وعاد الهاتف للرنين العديد من المرات أجبتها بكلمات بسيطه أنا فى الطريق للقاهرة وانتظرت ان تسأل او تطلب منى العوده ,,ولكن ما سمعته هو صوت الهاتف بعد اغلاقه ,,ه كنت احتاج الى فسحه من الوقت للتفكير ,,فلم اكن شاب صغير حين قررت الزواج كنت فى 35 قد حكت لى انها انفصلت عنه بعد كتب كتاب استمر عامان بضغط من الاهل وكذلك لانه لم يكن بقدر المسئولية ولم احاول الاستفسار ,, ولكن تكرر هذا الحلم الملعون اصبح يرهقنى ,, لذالك لا استطيع ان اعيش مع امرأة تحمل قى عقلها الباطن هذا الشوق لانسان اخر,, وبعد وصولى اعددت كوب من الشاى وجلست على شرفتى افكر هل انبش فى يئر الماضى بعد ان دفن واعيد احيائه ام انفصل عنها بهدوء ام اتقبل الواقع ويبدو انى غفوت فقد استيقظة على يد توضع على كتفى انها زوجتى وقد عادت
ونظرت لى ولم يتكلم اى منا لبعض الوقت ,, سالتها لماذا لحقتى بى فانا لا استطيع أن أتوقف عن التفكير احلامك تقتلنى قالت ساقص عليك سبب انفصالنا الحقيقى وبعدها لك الحق فى لاختيار ,,
ذلك أنه أصيب بحالة مرضية فى فترة الخطوبه وصممت ان يذهب للطبيب وبعد الكشف عليه طلب الدكتور بعض التحليل واكتشفنا انه لن يستطيع الانجاب,, قد تقول إنها حالة تتكرر ولكن عشقه للأطفال وكذلك أنا وحلم أن ننجب العديد من الأطفال على الأقل أربعة ,,أصابته صدمة,, ولكن فى النهاية كنت مستعدة لتقبل الواقع والتعايش معه برضا,, إلا أنه صمم على الانفصال وعرض على أن يتظاهر أمام الناس أنى أنا من انفصلت عنه حفاظا على ماء وجهى أو سيضطر للرحيل مما سيسبب بعض اللغط حولى ,,وبعد ضغط منه افتعلنا مشاكل وتم الانفصال ,, وسافر و لم اتقبل فكرة الارتباط مرة أخرى بعد مرور عامين التقينا وتعلمت منك كيف يكون التفانى الإخلاص والحب والوفاء فقد تحملتنى بلا ضغط ولم تفرض نفسك لذلك راح حبك يتسلل إلى قلبى بلا استئذان حتى أنى لم اعرف كيف أصبحت مدمنة على تليفوناتك وكلماتك أصبح صوتك هو الأهم لى كل صباح وقبل أن أذهب للنوم غدت لحظات لقائنا نسمة ربيع فى حياتى القاحلة ,,انصتلها بصمت ,,نظرت لى بعض الوقت وانتفضت واقفه وبصوت هامس قالت
,, لتعلم انى لم أقص عليك قصتنا لسببين الأول أنك لم تسأل ,,والثانى أنى لم اعد اهتم بالماضى,,لا أريد ردا الآن
وساترك لك بعض الوقت للتفكير أما عن الأحلام فحتى اليوم لا أعرف عنها شيئا فأنا أستيقظ لا أتذكرها نهائيا اما ان تتقبلنى كما انا زوجة محبة مخلصة حتى تنتهى تلك المشكله وحدها ,,او تختار ما يرضيك وسارحل اليوم لزيارت امى وسابقى معها عده ايام وساخبرهم انك مسافر للعمل ولك حرية ألآختيار
ولم اجيب ,,دخلت الى حجرتها وبعد دقائق سمعت الباب يغلق,, وقد رحلت ,,وقفت اشاهدها وهى تسير فى الشارع بكتف منحنى وخطوات وئيدة منكسرة ,,الان فقط قد أتخذت القرار .
ماجى صلاح

(يقتلنى الحلم) الجزء الثانى
===========
حين تنطفىء جذوة تشتعل جذوة أخرى بدل منها وكليهما نار تشتعل فى القلب أو تغرق الحياة فى حاله من الألم هكذا رحت أفكر وأنا أسير بخطوات وئيدة فى الشارع وقد أحسست ان شنطتي التى لا تحوي إلا بعض من ملابسي تزن أطنان وأن عيني قد جفت بها الدمع ,, فبعد ان تركت زوجي واعطيته حرية الاختيار ,,رحت أفكر لماذا لما أحاول أن أستعمل دلال الأنثى لماذ تركته يتخبط وتتلاعب به شياطينه ,, هل لأني أحاول أن أجد مبرر للآنفصال عنه بعد ان فشلنا فى ايجاد سبب حقيقى لتلك الاحلام القاتلة ,,ورحت افكر وانا أتابع خطواتي واكتشفت أني قد مشيت لأكثر من ساعة وقد اقتربت من منزل أمى فجلست هناك على ضفة النيل ,,قبل الصعود ,,حتى استجمع ذاتىى فلا طاقة لى للشرح ,, صعدت اليها وحين فتحت لى ووجدت معى شنطتي أصابها القلق ماذا هناك لاشىء أمى فقط سيسافر زوحي لبضعة أيام للعمل وقد طلبت منه ان ابقى معك ابتسمت قالت اذ فقد حضرت فى الوقت المناسب سأسافر الى الفيوم لقضاء بضعة ايام وقد حبذت الفكرة ,,قالت لملا اتصل بزوجي وأخبره أخبرتها انى سأفعل ولكن للصدق لم افعل ,,وصلنا البلد بعد المغرب ,, وقد أعدا المنزل لاستقبالنا,, وكان يمر من أمامه مجرى مائى صغير وعلى امتداد البصر ترى اللون الاخضر الزاهي أو الأصفر الذهبي لسنابل القمح وقد راحت تتمايل مع الهواء كأنها ترقص بخيلاء وهى حبلى بحبات القمح الرائعة ,,وجلست أشاهد أتذكر الأيام الخوالي,, حيث الصحبة والمرح السهر حتى وقت متأخر أمام الدار,,أتذكره حين ارتبطنا بارك الجميع علاقتنا وكم كنا نسير على ضوء القمر وننظر الى تلك النجوم الساطعه وهل تنير كبد السماء كأنها حبات ماس ونرسم بخيالنا أروع الأشكال وأجمل الأحلام ,,وعندما تمت خطبتنا كان الجميع سعداء ,,واستفقت من ذكرياتي على صوت أمي قد جاء بعض الأهل للسهر معنا,, و بعرض الحديث ورد ذكره ,, فاخبرتنا احدى زوجات عمىي أنه فى القرية يزور والده المريض وأنه يصطحب زوجته وابنه وكانما اصابتني صاعقه اخترقت قلبى ولم اجرؤ على رفع عيني الى المحيطين بى وتظاهرت انى أعبث بهاتفي النقال لابد انى اخطأت السمع كيف وقد اكد الاطباء انه لن ينجب ,,واستأذنت بحجة الارهاق ,,تركتهم وجلست انصت للصمت ,,وصوت صرصار الحقل بازيزه الثابت ,,لم يتغير منذ الازل ايقاع ثابت عمره بعمر الزمان وكانما توقف عقلي ورحت فى ثبات عميق,, لم استيقظ الا على يد امي وهى تهزنى أن بنات خالاتي قد حضرن للافطار معنا ونهضت بكسل فقد كنت اشعر بحاله من التبلد والضياع ,,جلسن يحكينا عن الأحداث فى السنوات التي لم احضر خلالها ,,واقترحت احداهن أن اذهب لزيارة والده,, كيف أستطيع وماذا لو صادفته هناك ولكن مع اصرار امى ونداء الواجب لهم وحب الاستطلاع لى ,,ذهبت معهم والحمد لله لم يكن هناك ولكنى وجدت زوجته وتعرفت عليها سيده رقيقه جميل من احدى البلدان العربية ولكن معها جنسيه أوروبية وقد تزوجا بعد سفره بعام اما ابنهم فهو صغير لم يكمل العام بعد ولكنه يشبهه ,, كانى جسد بلا روح رحت اتابع الحديث وابتسم واشارك وبعد ان تأكدت انى قضيت ما يكفى من وقت استأذنت وقد رحت افكر كيف حدث هذا من خدع من,, الف سؤال يعبث بعقلى ولا اجد لهم جواب,, وعدت الى المنزل مضعضعه النفس وعند المغرب اتانا بعض الزوار وهو معهم لا بد انه يهزل كيف يرينى وجهه,, لا بد انى غبيه لماذ اهتم ,,تضارب وتشتت والم كل هذا يعتمل بداخلى ,, وحين اتيحت لى فرصه طلب منى بصوت هامس ان نلتقى نظرت له واستدرت ,, ولكنه مصمم لم الحظ انه ترك ولعته وسجائره وبعد دقائق سمعت طرقه على الباب واعتذر لآمى لانه نسى اشيائه,, وحاول ان يجر معها حديث حتى تطلب منه البقاء وقد افلح وجلس معنا وطلب منها فنجان قهوة ,, فقد افتقد قهوتها الرائعه يالها من حجه واهيه ,,ولكن امى بطيبة قلبها ونقاء سريرتها صدقته,, والتفت لى بعد ذهابها كيف احوالك؟ نظرت متفكره من هذا اهذا من ظننته حبيبى اهذا من يكنى الى حد ا لادمان اهذا من يتسلل الى احلامى بلا استئذان ,,لابد ان افهم وبلا تفكير وجدت نفسى اسأله كيف استطعت ان تنجب هل كنت تكذب ؟ هل خدعتنى بقصه ملفقه؟ وارتبك فلم يتوقع هذا الهجوم المباغت او تلك الاسئله الصريحة,, قال انه سافر وبعد عام التقيا ,,هى تحمل الجنسيه وكانت وحيده واتفقنا عل الزواج ولكنى اخبرتها بحالتى ووافقت ولكن بشرط ان نذهب قبل الزواج للطبيب حتى تفهم الحاله وهل هناك نسبة من امل وقد كان قال الطبيب ان هناك علاج مجرب لحالتى ونسببة النجاح فيه بسيطه وقد تزوجنا واستمرينا فى العلاج وبعد مرور اكثر من عام اثمر العلاج وكانا طفلى اذا كنت تخدعني احببت وتزوجت وانجبت حتى قبل ان اتزوج انا,, كأن قصتنا صفحه طويتها احظة ان ركبت طائرتك وانا من عشت وهم التضحيه وقد اقنعت نفسى انك تشاركنىيا لمي وحزني,, حتى حين عرفت ان هناك امل لم ترسل لى ,, ولم يجيب وعرفت ساعتها انى عشت وهم قصة رمانسية من الزمن الغابر وانى من غبائي مازلت غارقه فيها الى العنق والاسواء ان عن قريب ساختنق بها ايضا اذا لم استفيق من هذا الحلم الذى كاد ان يقتلنى,, واستأذنت منه وتركته ينتظر قهوته وبعد نصف ساعه انصرف,, وفكرت هل اعود الى القاهره ولكنى تراجعت لن اعود لزوجى رد فعل على غضبى يجب ان يعود هو لى ان يبحث عنى فقد تعلمت الدرس اذا كان يحتاجنى ,, يحبنى فليعود لى وبعد اربعه وعشرين ساعه هاتفنى ,, مساء الخير اين انت لماذا لا اجدك فى منزل؟ اخذ قلبى يخفق بقوه الى حد الالم وابتسمت ماذا الا تسمعين اسمعك ولكنى احب سماع اللهفة فى صوتك,, وصمت اذا اين انت فاخبرته اننا فى البلد ,, واخبرته بمنتهى الامانه انى قد التقيت به وصمت بالتاكيد لم اقص عليه كل الحوار فالرجل الشرقى له عقليه ستجبره على التفكير فى كل الاحتمالات منها انى ساعود اليه بعد ان اكتشفت انه متزوج وله طفل ولكنى كنت اعرف ان الامر ليس كذلك ف اعفيته و اعفيت نفسى من كل تلك الحوارات فاكملت بشجاعه لم اعهدها فى نفسى وكانى تحررت,, اتعرف لما اشعر انى احبه,, فلم يتسارع قلبى حين رأيته كما تسارع حيت استمعت لصوتك,, وسمعت ابتسامه فى رنة صوته رغم محاولاته ان يظهر بصوت جاد ,, المهم متى تعودون؟ سألته متى تريد عودتى؟ سمعت ابتسامته فى تنهيدته,, امس ان استطعتى ,, اذا فاساعود اليوم اتنظرك,, واغلقت هاتفى وقد شعرت انى عدت شابه صغيره فى سن المراهقه تتلهف للقاء حبيبها بعد غيابه وقد استفقت من حلم كاد ان يقتلنى بعد ان تملكنى الوهم الى حد الالم
ماجى صلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق