الخميس، 6 أبريل 2017

وطني(خواطر مغترب)

============
اعشقك كما انت
حر.. برد.. زمهرير.. عصف.. ريح لا اجد الحنان الا في ثراك
ولا الدفء الا في هواك
ولم تر عينى اصفى من سماك
قد اسافر بعيدا وارحل ما بين ارض وارض
ودرب ودرب
اعيش في رفاهية القصور.
اتنقل ما بين عاصمة الضباب وعاصمة النور
ولكن يجذبنى قلبى اليك
انت لي المستقر ...انت بوصلتي
التي ترشدني الى طريق الاياب
الآه تتبعها الآه ... من قسوة غربتى
ولكن يا وطني - لاتتحرك الأشواق لسواك
لا اشعر بالأمان الا بين جنباتك
لا تدفىء الروح الا شمسك
بالأمس حين عدت بعد طول الغياب..
رحتُ استنشق عبيرك
انهل منه الى حد الامتلاء
واتنهد الى حد الاسترخاء
اه ياوطنى
كم تقت الى غفوة بين احضانك
قد يقل عشق العاشقين
قد يندثر تحت تراب السنين
ولكن عشقك يا وطني
هو ما يمدني بالحياة
وساظل اغرد لك دوما
تغريدات العشق والحنين

ماجي صلاح

الأحد، 8 يناير 2017



نازحين بلا حدود

====================
أقسى أنواع المشاعر هى التى تمس الواقع وتكون عارية من كل زيف.. واضحة ,, قوية ..تهزنا كالنخل فى مهب الريح .. رجاء لاتلوموني لتلك السوداوية .. فبحكم عملى شاهدت الكثير من المأسى التى ارهقت روحي ولكن زادتني ايمان بالله..
أعمل طبيبة في (منظمة أطباء بلا حدود )..مهمتنا أن نذهب الى اماكن الكوارث نساعد الناس نعالج المرضى نداوى الجرحى والكثير من المهام.
اليوم كان ميعاد خروجنا لعرض البحر لمساعدة المهاجرين غير الشرعين .. تم تجهيز السفينة ..و لم يكن عددنا كبير فنحن نحاول ترك اكبر مساحه ممكنه على السفينه .. فالاعداد التى نتوقع انقاذها قد تصل للعشرات ..خرجنا كما اعتدنا فى الصباح الباكر ..كنا بالخريف والغيوم السوداء تغطى السماء وتعانق البحر على امتداد النظر ..رحنا نجوب جوانب البحر الابيض المتوسط ننتقل من الحدود المصريه الى الحدود الليبيه ونتسأل متى تنتهي تلك الرحلات الغير شرعيه متى نتخلص من سماسرة الموت ..فنحن نعرف أن المهاجرين يخرجون بقدر ضئيل من البنزين يسمح لهم فقط بالهروب من حدود بلادهم وبعد ان يختفي الشاطىْ يضيعون ..تتقاذفهم الرياح العاتيه والامواج الغاضبه.. حتى وسيلتهم للنجاة هى بوصلة غير دقيقه ..ويحلمون بالوصول الى الشواطىء الآوربية ولكن الكثير منهم لا يعرفون الطريق ..يغرقون او يضلون السبيل الى احد الجزر..ها نحن لنا يومان ولم نصادف أي قارب .. ولكن هذا لا يبعث على التفائل فربما العواصف منعتهم.. فجأة على امتداد البصر شاهدنا قارب يتحرك بعنف.. ورحنا نقترب منه في حرص وخوف عليه فقد نصطدم به فى هذا الجو العاصف.. وشاهدت عدد قليل من الآفراد وقد راحت الرياح تتقاذفنا.. فما بالك بهذا القارب الصغيروقد اصبح كريشة فى مهب الريح .. وفجأة ضربته موجه عاتيه واصبح عاليه سافله .. القينا العوامات.. واصبحت اللأجساد تطفو تاره وتختفى اخرى وقد تلقفهم البحر كوحش ضارى حتى وجدنا بعضهم وقد تعلق بالعوامات ..رحنا نسحبهم وكأنما قرر البحر أن ياخذهم منا راح يشدهم للعمق في صراع ازلى بين الطبيعة والبشر وأستطعنا سحب طفلين يبدو ان والدهم قد ربطهم بالعوامه رفعناهم بشق الانفس وقد تشققت ايدينا ونحن نسحب باستماته ..ورفعنا سيدة فى الثلاثينات يبدو انها الام وكانت فى غيبوبه وطفقنا نحاول أنعاشها.. وهناك على البعد جسد مستسلم لعبث الطبيعه ..لا نعرف الى متى يستمر فى الطفو قبل ان يبتلعه البحر..وتبرع احد الرجال للنزول ..أحكمنا وثاقه.. راح يسبح ليصل الى تلك الأجساد الطافيه وأول ماصادف سيدة كبيرة فربطها بالعوامة وهو لا يعرف اهى على قيد الحياة ام فارقتها.. وصادف رجل و قد اسلم جسده للبحر بعد ان انهكه الصراع مع الموج والريح يصارع للوصول الى جسد طافى لشاب صغير ولكن بلا جدوى ربطنا الرجل ولكنه كان يرفض بقوة ويشير الى الجسد الطافى وحاول ان يخلع العوامه ولكنه اصبح منهك لا يستطيع المقاومه .. حاول زميلنا ان يصل للشاب وتمكن من الامساك به ولكنه لم يتمكن من التشبث به فقد انتزعه الموج من بين يديه كوحش ضارى التقم ضحيته ..ووجدنا طفلين فى القارب وهو يطفو بهم ويرفعهم تاره ويلقيهم اخرى وقد أحكم وثاقهم فى جوانب القارب وقد شارفوا على الهلاك ..انقذناهم والحمد لله ومازلت اسمع حتى اليوم اصوات حشرجاتهم وانينهم يصك أذنى ..وبعد بحث مضني لم نجد المزيد وقد بذل الاطباء جهود مضنية لانقاذهم ..افاق الرجل واول ماسأل عن الشاب فهو ابنه الكبير فى السابعه عشر..اخبرناه بالحقيقة فانفجر باكيا .. وقد جلست السيدة فى الزاوية تبكى بصوت منخفض فقد انهكتها معاناة الغرق وعرفنا أن الاب والام وخمسه من الابناء وامه العجوز واخيه واثنين من أبناء اخيه ولم يتبقى من المجموعه الا الام والاب وثلاثه من الآبناء والجده..وكانما البحر قد اكتفى فقد هدأت الامواج واصبحت صفحة الماء كالزجاج الناعم .. وراحت تهدهد المركب برفق ..ووقفت اراقب ظلمات هذا القبر المتحرك الم يكتفى فهو يبتلع البشر منذ بدأ الخليقه ..أه ما اصعب الحياه فكل يوم استمع الى قصة جديدة تحمل بين طياتها معاناة حقيقيه لبشر كل جريمتهم انهم فى بوؤرة الصراع على السلطه بكل انواعها..
فهؤلاء عائله هربت من نار الحرب الى زمهرير البحر كالمستجير من الرمضاء بالنار ..الام مصريه والاب ليبي وقد انهكتهم الحرب القبليه وكذلك النزعه العنصرية فكل دولة تحمل الآخرى مسئولية ما يحدث فيها ..ويعزون حالة البلاد الى المؤمرات الخارجيه وتجاهلوا الاطماع الداخليه ....لذلك اخذ زوجته وعائلته وتسلل فى جنح الظلام ..اختارو الهروب الى الدول الاروبيه ولكن انتهى بهم المطاف هنا .. قد تحجرت الدمعه فى عيونهم من القهر بعد ان فقدوا الوطن والابناء وضاعت منهم الطريق وفقدوالحياة الكريمه حتى الحلم غرق فى البحر كما غرق زويهم .. واصبح على عاتقنا ان نجد لهم مخيم لنضع تلك العائله المنكوبه فيه.. وما اصعب تلك المخيمات ففيها الكثير من المأسي و الكثير من الكوارث ولكن لهذا حديث اخر..
طبيبه فى منظمة اطباء بلا حدود
ماجى صلاح
LikeShow More Reactions

عزف الحنين

=======
أنا من رفع الحنين اليك
علي راية العصيان
وثارت براكين لوعتى
وراحت تنتفض مهجتى
وتعانق فى ليل الفراق الخيالات
وتستعر نار الشوق في الفؤأد
كلما مر طيفك من أمامى
تأججت نار لهفتى فى الوجنات
وكلما حمل النسيم صوتك الى أذنى
انتفض قلبى
وراحت تعدو فى داخله تلك النبضات
لا اسمع الا صدى اسمك ,,همسات انفاسك
ورحيقها ,, حين تحمله النسمات
أقول صبرا ياقلب تروى ,, فغدا موعد اللقاء أت
تعترض الروح قائلة أننتظر الى غد؟
سحقا لتلك الثوانى واللحظات
أنها كالدهر فى البعاد
وتمر مرور السحاب فى اللقاء
اه لو ان النوم يحتضننى
فاضيع فى ارض الاحلام
وأغرق فى بحار الامنيات
حتى يحين موعد اللقاء الآت
ونعيش بكل موعد أروع الآمسيات
ماجى صلاح

الأحد، 4 ديسمبر 2016

رجل لكل الازمان
==============
مابين الميلاد والموت نعيش متعلقين باذيال الحياة...تلك قصه لواقعية الحياة بكل مافيها من تناقضات..
ما اروع الاحلام حين تتحول الى واقع ملموس، هكذا تبادر الى ذهنه وهو يستمع الى كلمات التهنئة من الموظفين حوله.. فقد أصبح وكيل الوزارة الجديد، شكرهم وطلب منهم ان يعودوا الى مكاتبهم...
ووقف بنافذتة يراقب وكيل الوزارة السابق وهو يركب سيارته وتذكر كلماته المستفزة (اليوم ارحل وغدا تلحق بي فلا تغتر كثيراً، واعلم أنك وصلت لما انت فيه بدهائك لا بكفاءتك.. وتذكر إنك لست بعملة نادرة في هذا الزمان)
رحل وكلماته ترن في فضاء الحجرة.. ولكنه يعرف قواعد اللعبة فلم يهتم ..
وراحت تتزاحم الذكريات وتتدفق الى عقله بغزارة، وتذكر ذلك اليوم الذي غير مجرى حياته، اذ وصل لعلمه ان هناك بعض الترقيات في الوزارة.. وراح يمني نفسه أن يكون من النخبة المختارة للسفر للعاصمة فهناك يستطيع أن يحقق احلامه التي طالما راودته وراح يسعى جاهدا لتحقيقها، نعم هو بقريته مهاب فهو في المجلس المحلى ولكن في الوزارة سيكون في الصدارة وفي مركز القرار.. راحت تموج في راسه الأماني كالبحر المتلاطم وراح ينسج ألف حلم وألف امنية.. وتذكر يوم أكدوا له الخبر بترقيته وكيف اصابه الوجوم.. أهذا معقول ان تتحقق الاحلام بتلك السرعة...فبعد ان تم ترقية رئيسه من مدير عام الى وكيل وزارة.. اختاره معه كانت تلك الخطوة الاولى..
وتذكر يوم أخبرزوجته.. أطلقت الزغاريد ولكنها راحت تكيل له النصائح وتدعو له قائلة:
..كفاك الله شر المناصب وابعد عنك الطمع وكل عين حاسد...
وابتسم بينه وبين نفسه أي شر.. وراحت شياطين الطمع وشهوة السلطة تلتهم اخر ما تبقى في عقله من ضمير.. واسمال الفضيلة التي كان يتسربل بها امام اهل القرية راحت تتساقط لتكشف عورات نفسه أمام ذاته فلم يهتم.. الان سيبدأ سلم الصعود للقمة اما تلك الكلمات الجوفاء عن الضمير والفضيلة لا تسمن ولا تغني من جوع تنهد وخرج يراقب الحياة الرتيبة للقرية ... ويحدث نفسه:
- لا اعرف ما الجمال في هذا الاخضر الممتد على مرمى البصر. متى اتخلص من تلك الرتابة متى اغوص بحياة المدينة بكل ما فيها من صخب وسمر والاهم الفرص.. واقسم سيقتنص كل فرصة تسنح له...
والتفت وجد زوجته تراقبه سألته بتعجب ما بالك شارد الزهن؟
لم يجيب.. وتركها وسار بخطوات نشيطة مبتعدا.... وقد اتخذ القرار.. هذه الزوجة لا تصلح لحياة المدينة ستبقى هنا بالقرية هي وابنائه...
واستفاق من شروده على رنين الهاتف.. ونظر انها زوجته الجديدة الجميلة الراقية.. والتي تناسب المرحلة الحالية... واجابها.. نعم عندنا حفلة سنذهب سويا أستعدى في الثامنة ... وفكر ... غدا او بعد غدا أخبر زوجتي الاخرى عن الترقية الجديدة.. فانا لا اعرف متى تدور الدائرة سأستمتع بكل لحظة.. وابتسم لمساعده الجديد وهو يكيل له المديح وقد انتفخت اوداجه..
فاليوم كانت البدايه ..للخطوة الجديدة ..تلك الحفلة اقامها له بعض رجال الاعمال بمناسبة ترقيته وصل هو وزوجته الجديدة يختال كالطاوس.. ,,متخذا قراره بأن يصل الى القمه .. فقد كان مبدأه الغاية تبرر الوسيلة...وراح يفكر فى المرحلة التاليه ان يصبح وزير او عضو فى مجلس الشعب ولكن هذا يحتاج الى خطه هادئة وذكية وكذلك يحتاج الى الكثير من المال ..الدخل الحالى اصبح لا يكفى ..وأصبح يقوم باداء خدمات مقابل المال أوالهدايا العينيه ولكن ليس اى هدايا .. وراحت تمور فى رأسه الافكار وتداعبه الاحلام
راح يتلمس الطريق ليتسلل الى عالم المال والاعمال وكانت البدايه يوم كانت له رحله للخارج طلب منه صديق أن يحمل معه هديه الى صديق لانه لن يتم تفتيشه فهو شخصيه مرموقه وعلى ان يعطيه مبلغ كبير من المال وذكر له مبلغ لم يحلم به..
لم يهتم بالسؤال ونفذ الطلب واصبحت كل رحلة مصحوبه بمبلغ ضخم من المال وبعض الهدايا القيمه لزوجته
واستكان بين ذراعى الطمع ولم يحاول التفكير.. عاش اللحظه بكل مافيها
ولا يعرف كيف سقط من حسابه زوجته الاولى وابنائه لم يشركهم فى كل تلك الحياه المترفه ولا هذا الصعود .. كان يرسل لهم المال وكذلك اشترى بعض الاراضى بأسماء ابنائه ليهرب من المسائله وليس حبا فيهم,,
وذات يوم علم انه اصبح مرشح من قبل البعض لدخول انتخابات مجلس الشعب
وكانت فرحة لاتوصف ..وفاز بالانتخابات
واصبح ثعلب فى غابه تسكنها الضوارى.. وعاش حلم الثراء بكل تفاصيله..وذات يوم طلبت زوجته الاولى الطلاق وهددته ان لم ينفذ طلبها ستقوم بالتشهير به وستستعمل كل الوسائل المشروعه والغير مشروعه..كانت طعنه لكبريائه ..نفذ طلبها على مضض فكل ما يشغله تلك الارض المكتوبه لأبنائه وكيف يستردها.. واصبح اكثر شراهه للمال والسلطه..
وراح يقوم بتوصيل المخدرات من الحدود الى العاصمة فى سيارته فهو شخصيه معروفه ..لم يتعرض ولا مرة للتفتيش يكفى ان يعرفو هويته حتى تفتح له كل الابواب ,,
حتى كانت الصدفه القاتله اذ فى نفق العبور كانت هناك الكلاب المدربه على رائحة المخدارت تمكنت من شمه وتم تفتيش السياره وعثرو معه على كميه من المخدرات وتم القبض علىة.. وكان السقوط المريع.. وكما هى العاده هرب الاصدقاء المنتفعين وكذلك الزوجه الصغير فقد اكتفت وبحثت عن صيد جديد .. اما هو فقد عاش حياة السجون ..
اه لو انه استمع الى صوت ضحكات القدر لاصابه الفزع.. وراح يراجع رحلتى الصعود والهبوط ويفكر..
شاقه هى رحلات الصعود.. مدويه سرعة الهبوط تسقط معها كل الاقنعه..
ماجى صلاح
==

أنين

====
في غمرة الالم عندما تتوحد النبضات مع انين الآهات
ويصبح للنبض صوت كالرنين
أمسي على صوته المتصاعد..
أغفو على ايقاع دقات قلبي ...
احتضن الحزن جنين
أغفو ومازال دوى النبض يتسارع
ارجوه.. أن يهدئ ..فيقول كيف؟
فبجوف الليل اوهام .. تتصارع
افكار تدميني.. تحفر في قلبي كالسكين
وقد سكنت بين ضلوعي غصه ...ورحت ازمل ذاتي
فتفر مني ..لتعثر على الآمل الضائع منها
أتخبط ببحار دموعى ... تتساقط
قطرات قطرات... تغرقني... اختنق
ويحترق القلب حنين
واستفيق على نبضة اخرى تتصاعد
تلتف بيد الالم الباردة حول عنقي
تكاد ان تسحب روحي
انتفض.. انتفض
اتقوقع في سرداب يأس مكين
وبلا ميعاد
على امتداد البصر.. انكسر حاجز الزمان
ابصرت شمس تشرق من خلف اجمة الامل
فتضيئ دروب العقل
فنفضت عن ظهري.. خضوع الغافلين
بعد ان استيقظ قلبي من غفوته
وانتفض من كبوته
واقسم
لن اخضع لشياطين اليأس
و ابدا ... لن أستكين
ماجي صلاح

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

بداية النهاية
======
انتفض على صوت بكاء أمه الذى كان يعلوه صوت معدته وهى تصرخ . تستجير طلبا للطعام ..تذكر والده حين كان يربط حزام على بطنة لتهدئة الجوع ..نظر فوجد امه تضم أخته الصغيرة ذات العشرة أشهر إلى صدرها بقوة وتطلق شهقات متقطعة ودموعها نهر جار لا يتوقف .
.خشى على أخته أن تتكسر ضلوعها فهى ضعيفة ومريضة وكذلك أمه مريضة حتى أن صدرها قد جف منه الحليب وصوت سعالها يؤلمه كما يؤلمها .. خاطبها...
امى رفقا بها فهى نائمة على ما يبدو..
نظرت له ثم ضمته إلى صدرها,, وبصوت كالآنين قالت . ماتت أختك .. الغريب انه لم يبك ولن يبكى فمنذ ستة أشهر قتل ابوه أمام عينيه حين دخلت بعض العصابات المسلحة قريته وبلاسبب فقط اتهموهم أنهم موالون للحكومة وأداختاروا بعض رجال القرية وأعدموهم حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه أن ينضم للحكومة وتعرضت بعض النساء للاختطاف .. واختفى الجميع كما ظهروا فجأة.. وإن ماتت أخته فقد رحمها الله من الجوع ومصير اسوأ من الموت
الحمد لله فقد أنقذت من تلك الدنيا وما فيها ..جلس بجانب أمه يواسيها
أمى لا تبكيها فقد رحلت لخالقها أبكينا نحن فلا طعام ولا مأوى إلا بيت متهالك قد ينهار فى أى لحظة
هاهو قد أتم العاشرة وقد أصبح مسؤولاً عن اسرة ومات نصفها لم يبق إلا هو و أمه ..
كيف سيداويها أو يطعمها.. تذكر كلمات أبيه أنه رجل ..إذن سيتصرف كرجل
لقد سمع ان الانضمام لتلك العصابات مفيد وفكر .. ولكنى طفل .. لا لست بطفل سأحاول من أجل أمي
وحين أخبر أمه بكت وناحت ولكنها لم تجد سبيل اخر فعجزها وقلة حيلتها قيدوها
وقد كانت اماكنهم معروفة للجميع
ذهب لهم مستسلما للواقع المر...وفى أول يوم جلس يستمع الى كبيرهم
الحكومات تصرف على السلاح لا على الأفراد
تنسى الشعب المريض الجائع ...كل مايهمها أن تدافع عن سلطة وهمية وأراض تحتلها عصابات غبية تحركها حكومات خارجية مستفيدة من الانشقاق كل ما يهمهم هى مصالحهم الخاصة ..
وما نحن إلا سماد الأرض يطأوننا باحذيتهم بلا رحمة
وهكذا كانت بدايتى
لا تسخروا منى ومن طفولتى .. فقد رضعت من صدر أمى الذل والجوع تعملت من موت أبى القهر والضياع ,, لماذ أهتم
من يحكم المهم أن أجد ما يشبع جوعى ويداوى امى
سحقا للحكومات ومرحبا بالموت فى زمن نسير فيه أمواتا على أقدامنا تحركنا أيادى الظلم والطمع
سحقا لبشر يتجملون وقد أهملوا الطفوله حتى حولونا نحن الأطفال إلى قنابل موقوتة ستدمر يوما ما الجميع
وغدا لناظره قريب...

الصورماجى صلاح

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

كابوس

==========

استيقظت وقد بللها العرق وذالك الكابوس القاسي يسحقها .. لماذا هناك كوابيس تطاردنا طوال الحياة ..وقد تصبح زائرا لا ينقطع حتى اننا نفتقدها برغم الالم كثيرا ما نسأل متى تنتهى هذه الكوابيس؟ فقلبى لم يعد يحتمل هذا السيل الجارف من الالم واستفاقت من شرودها على صوت رنين الهاتف وقد صاحبه صوت الأذان ..نظرت ووجدت انه اخيها ابراهيم..انقطع الرنين ثم عاد مرة اخرى .. وردت بصوت مرهق نعم ابرهيم ماذا هناك ؟ فلم تشرق الشمس بعد هل اصاب احدكم مكروه؟ صباح الخير .فاطمه ..لا ولكن توفى اخانا علي.. ولم تجيب .. استفهم : فاطمه اتسمعينني ؟ أجابت بصوت واهن نعم سمعتك .. ماذا تريد ؟ اجابها بتردد ..اريد منك الحضور لتوديعه فقد كان طلبه الاخير وهو على فراش الموت ان يراك ولكنكِ رفضتِ برغم مرضه واليوم اطلب منكِ ان تسامحيه قبل أن نوسده الثرى لا أستطيع الحضور .. فاطمة وهذا رجاء خاص منى لكِ وبعد صمت طويل أجابت بتردد ..حسنا ..ساتواجد في العاشرة اغلقت الهاتف وجلست متقوقعة على فراشها واكتشفت أن جسدها ينتفض كالطير الذبيح.. وراحت تعصف بها ألآفكار لا لن أذهب لا استطيع أن انظر الى هذا الوجه بعد كل تلك السنوات ... اكثر من ثلاثين عام لم اراه الا فى الكوابيس ... ولكن اكراما لابراهيم يجب أن أذهب وقبل الميعاد بنصف ساعة أصبحت جاهزة ..ركبت سيارتها وصلت بعد العاشرة وجدت اخيها ينتظرها امام البيت وصعد وقد عم الصمت بينهم ودخل مع اخيها الى الحجرة بمفردهما ورفع الغطاء عن وجهه وقفت تنظر بقلب مكلوم ولم تتخيل ان هذا سيكون شكله وقد عبث به الزمان واصبح اقرب الى الهيكل العظمى.. وتنهدت بصوت مسموع وعادت تنظر الى وجهه .. وتمتمت بصوت هامس لقد سامحتك علي أرجو ان يغفر الله لك..التفتت الى اخيها أبراهيم ..اشكرك لأنك صممت على حضوري اليوم قد تخلصت من شبح الماضي بعد أن ظل يطاردني كل تلك السنوات.. وخرجت من الحجرة الى باب الشقة لحقت بها زوجة أبراهيم تسألها البقاء ولكنها اعتذرت .. وركبت سيارتها ولم تستطع العوده لوحدتها فى المنزل جلست بكافتريا على النيل وكان شهر يناير ببرودته ورائحة مطر الآمس تعطر الجو وتبعث على الامل..طلبت فنجان من القهوه وراحت تراقب قوارب الصيد وهي تهتز فى ايقاع ثابت على صفحة النيل اه لو ان حياتي كانت بتلك الرتابة والسكون ولكن ليس كل مايتمناه ألمرء يدركه... وراحت تسترجع حياتها فقد كانت حتى سن الثامنه طفلة سعيدة تلهو تلعب .. وكان لها اخا فى السادسه والعشرين وأخا فى العشرين وقد انجبتها امها بعد ان تخطت الاربعين بثلاثة اعوام وكانت تعتبر غلطة أمها ونعمة لابيها طفلته المدللة . تتذكر رائحة عطره واستنشقت الهواء بعمق فتسلل الى داخلها ناعم كتلك النسمة التي تحيط بها ..ذكرها بقبلة أبيها على خدها كل صباح....حتى كانت تلك الساعه المشؤومه التي حولت حياتهم الى جحيم... يوم اتصلوا بوالدها فى العمل أخبروه أن ابنتة في حالة خطيرة وتم نقلها الى المستشفى واخبره الطبيب انها تعرضت لاعتداء جسدي و تعرضت لكسور بأجزاء متفرقة من جسدها الصغير وستاخذ وقت طويل حتى تتعافى.. وهناك امر اخر ..والتفت ابوها الى الطبيب ماذا هناك؟ همس الطبيب فى اذنه بكلمات واستمعت له وهو يسأله هل تريد الابلاغ؟ و اكفهر وجه أبيها وكانما اصبح بلون الطمى الذي تلهو به فى الحقول وجلس على الكرسى المجاور للسرير وراح يستعذ بالله .. وسأله الطبيب كيف يحدث هذا؟ اليس لك زوجه فى البيت؟ الم تلاحظ أي شيء؟ لابد من ابلاغ الشرطه .. وسمعت صوت ابيها منخفض وكانه ياتي من واد سحيق لى رجاء ..فلتبلغ عن حاث الضرب اما الثانية فلا فكفاني ما انا فيه رجاء ولكني اعدك ان يسجن ويعاقب على اذيتها وادمانه وان ابعدها عنه نهائيا ..ارجوك فانت تعرف كيف يفكر الناس واين نعيش خرج الطبيب بعد ان وعده والتفت ابي يسألني لماذا لم تخبريني؟ لم اجيب ماذ اقول هل اخبره ان امي حذرتني من ان اخبر احدا... قائلة ... اذا عرف ابوك قد يقتل اخاك..حاولت ان تبعدني عنه ولكنه كان يدخل غرفتي فى الليل بعد ان ينام الجميع...كان ياتى متاخرا وهو يتمايل من المخدرات غير واع لاى شيء.. وفضلت الصمت حتى البكاء لم استطيعه اسف صغيرتى لم افهم يوم كنت تاتين لى باكية وتصممين على النوم بجانبى طوال الليل..وراح يبكي ودخلت امي جلست جانبها باكية وانفجر الاب لماذ تبكين الم تعرفي ما يحدث فى بيتك وتحت ضغط الاب اعترفت الام ان ابنها المدمن حاول ان ياخذ منها بعض النقود ودفعها بعنف ولكن فاطمة دافعت عنها فما كان منه الا ان دفعها بقوه فسقطت وحين راحت تصرخ بلا تفكير دفعها من باب الشقه فسقطت على السلالم وراحت تقسم على زوجها الا يبلغ الشرطة عنه انه مريض مدمن نظر لها الاب بأسى اتظنينني اتحدث عن حادث الضرب انت تعرفين عن ماذا اتحدث ... لم تجيب وقد نظرت للارض وراحت تجادله مبررة افعال ابنها علي ..انه مدمن والادمان يذهب بعقله ولكن حين يستفيق يصبح انسانا جيدا ... صبرا فقط يحتاج الى علاج .. نظر باسى وانتفض بغضب لقد اكتفيت ... المال والتطاول ... وقد تحملته اما ما يحدث مع فاطمة فلا والف لا فقد حاولت معه بكل الطرق.. والتفت الي... لماذ لم تخبريني لماذ اكتفيت بالبكاء... وحين ابلغ الطبيب عن حادث الضرب وشهد ابوها ... ثارت امها... انه ابنها الكبير سندها... اى سند هذا التى تتكلم عنه تلك ..انه عار استهلكهم ماديا والان يمارس العنف على امه وتسامحه فما ذنب تلك الصغيرة.. وتم القبض عليه وكانت قضية وحكم عليه بسنوات من السجن لاعتدائه على اخته بالضرب ولآدمانه.... ولانهم كانوا فى الريف فقد اصبحوا مضغة فى الافواه مابين شامت وناقم على الاب كانه اجرم لانه ابلغ على ابنه لماذ لا يفهمون .. فهو ينقذ ابنته وزوجته وغيرهم من الناس ..فلماذا هذا النظرة القاصرة.. وصمم الاب ان يترك البلد ويذهب للمدينة .. و صممت امي على الطلاق ورفضت الرحيل.. والغريب ان امي لم تحاول رؤيتي ..برغم ان هذا الحادث اثر فى اكثر من الجميع فقد تحطمت فقد تحطمت نفسيتى واكتئبت روحى.. والاهم خضعت للعلاج اكثر من عام من عمليات ومسامير ومتبعات ..وسافر ابراهيم للعمل بالخارج فقد كانا حزين من أمى وتصرفاتها وحبها الغير مشروط لهذا الاخ العاق وبعد ان توفى ابى وكنت قد انهيت دراستى الثانوىة.. صمم ابراهيم ان اسافر لاستكمال تعليمى معه ونحن فى الخارج ارسلت امى لاخى لتعلمه بان على خرج من السجن وتطلبه بعض المال ليساعده على بداء عمل جديد وقد كان ولم تسأل عنى ايضا فقد كانت مقتنعه انى السبب فى تفكيك شمل الاسرة مع اعتقاد راسخ انى من اخبرت ابى عما حدث فكرت ان اخبرها انى لم اخبر ابى او الطبيب عن افعاله فقد اكتشفها الطبيب بنفسه وتوفيت امى قبل ان نعود للقاهرة.. ولم استطيع سؤالها لماذا لما تحاول حتى ان تسألنى... نجحت فى حياتى والحمد لله واصبحت اعمل بمركز جيد واكسب الكثير ولى شقه رائعه ولكنى وحيدة فلم استطيع الزواج بعد ان اصبحت اخشى اى علاقه مع الطرف الاخر اصبحت مستهلكه نفسيا واليوم قد اكتشفت انى عكس كل الناس لم يكن كابوسى حلم استيقظ منه فى الصباح بل كان حلم اعيشه منذ سنوات واليوم تخلصت من هذا الكابوس اليوم استيقظت ...واتمنى ان اشفى من ندوب النفس كما شفيت من ندوب البدن وخرجت اسير على ضفاف النيل واستنشق الهواء المحمل بالامل.........